Sunday, October 11, 2015

ثمان ساعات تبحث عن معنى 1/2

كان يحدونا الشوق جميعاً لمعرفة ما يخطط له زميلنا في العمل، لقد نجح فعلاً في استثارة فضول كل واحد منا. زميلنا في العمل في الأربعينيات من عمره، يتمتع بروح جميلة متفائلة مبتهجة، نفتقده عندما يغيب ويصبح المكان -وخصوصاً وقت الغداء- كالمأتم، نفتقد حكاياه الجميلة وروح الدعابة والضحكة والمزح في حدود المعقول. يعجبني فيه أنه لا يرى أيً من هذا منافياً لعمره أو لمكانه; هو دائماً ما يكون على سجيته بعيداً عن التكلف والتصنع. زميلنا يعرف أن يميز وقت الجد... وتراه شخصاً آخر إذا تطلب الموقف الجدية. إنه فعلاً الشخص الذي تحتاجه كل بيئة عمل يكثر فيها التوتر والضغط. 
زميلي وروحه ليست موضوعنا... بل ما كان يخطط له هو ما المراد.
منذ بداية ذلك الأسبوع وزميلنا يخبرنا بأن لديه ما يقوله يوم الأربعاء في تمام الساعة السابعة والنصف، لا يعطي أي تلميحٍ لما يريد أن يقول، ولا تدري عن جدية الأمر،  فتارةً تظن أنه أمر خطير جداً وتارة أخرى تظنها دعابة من دعاباته. لا أخفيكم مر الأسبوع ببطء علينا جميعاً وأتعبنى الفضول لمعرفة ما لديه.
وفي يوم الأربعاء وفي الساعة السابعة والنصف، كنا جميعاً حيث أراد منا زميلنا أن نكون قبل وصوله هو... في غرفة الإجتماعات. دخل زميلنا الغرفة ليتأكد أن الكل موجود ومن بعدها خرج ليأتي بشيء ما،،، ثم دخل مرة أخرى حاملاً معه الكيك والعصير. المناسبة هي ما نريد أن نعرفه! "لا شك أنه خبر جميلٌ،، فهلا أطلعتنا عليه؟"
رد علينا وابتسامة كبيرة على وجهه:
" أخشى أن أخبركم وتحسدوني... سأخبركم... أنا اليوم حصلت على الخاتم! خاتم العصمة مع الشركة! اليوم صار بإمكاني أن أقول لهم مع السلامة وقتما أريد... أخيراً جاء اليوم بعد سنين من الإنتظار! توقعوا تقاعدي في أي وقت"
في تلك اللحظات توزعت الإبتسامات وارتفعت أصوات الضحكات... معظم الحاضرين كان يحكي عن كم بقى له على التقاعد بكل شوق وترقب... كم بقى له ويتحرر.
من منظوري أنا كان الأمر مختلفاً تماماً.. أنا كنت أصطنع الإبتسامة، أوهمهم إني معهم، أحاول أن أكون في جوهم.." أنا بقى لي الكثير على هذا اليوم".. ويقول أحدهم مواسياً لي " لا تقلق ستمضي هذه السنين بسرعة"... ولكن في الحقيقة  تلك اللحظة كانت مخيفة لي، كابوساً أريد أن أستيقظ منه! "هل هذا سيصبح هدفاً لي مع مرور السنين؟، أهكذا ستفعل بي الأيام؟" ليس من الخطأ أن تحتفل لأنك خدمت عدد معين من السنين، ولكن الخطأ أن تحتفل لأن هذه السنين مرت; الخطأ من البداية هو أن يكون هدفك أن تمر هذه السنين، وليس إنجازاً أو تطويراً شخصياً تحصده خلالها.... "توقفوا أرجوكم!! أنا لا أريد أن أكون مثلكم! أنا لا أريد أن أرى هذا". 


يقال أن حياتك هي 10% فقط هي ما يحصل لك، أما الباقي (90%) فهو استجابتك وردت فعلك تجاه ما يحدث لك. بمعنى آخر... أنت تملك غالبية السيطرة على حياتك... أنت تختار أن تكون سعيداً أو تعيساً. قد يبدو هذا الكلام مثل ما نقرأ في المجلات و الإنترنت من الكلام الجميل الذي يصطدم مع واقع الحياة المرير فيصعب تطبيقه، ولكن صدقوني هناك من حاول ونجح... هناك من حاول أن يرى السعادة في أصعب الظروف وأمرها ونجح. نجح ليس لأنه مختلف أو من كوكب آخر، نجح لأنه عرف الطريقة، عرف أن كلمات مثل :( يحب، يكره، يريد... وغيرها) هي في الواقع أفعال أنت فاعلها وبإمكانك إختيار المفعول به بما يتلاءم مع ظروفك والتي مثلما قلنا هي فقط 10%. الأمر فقط يحتاج إلى التدريب المتواصل. ما أريد أن أقوله باختصار هو أن السعادة بحوزتك، عليك فقط أن تميزها.

Happiness is an inside job

هي ليست ببسيطة على الإطلاق تلك المدة التي قضيناها في الدراسة ، يتفاوت منظورنا لتلك السنين وأداؤنا فيها. أنا كنت مجتهداً متفوقاً بفضل الله ثم بفضل أهلي. أما منظوري إلى تلك اللحظات عندما كنت أعيشها فكان حيادياً; ما كنت أكره أن أستيقظ كل صباح، وما كنت أيضاً أحب ذلك. هي طريقة سير الحياة ونظامها وأنا جزء من ذلك. يبدو إني فقط كنت أحب لحظات التكريم وتوزيع الشهادات. كنت أحياناً أعاير بحرصي على الدراسة!" أنت دافور... أنت من جماعة كتابي كتابي... أنت ما تطلع من بيتكم كثر ما إحنا نطلع.... " وغيرها من الألفاظ اللي كانت تغيظني وقتها. ما كانت "دفرتي" تغيظني فثمرتها كنت أحصدها بمديح أو تقدير أو تكريم أو شهادة، ما كان يغيظني هو أن يُنظر إلي على أني "دافور". كنت أحس أنه جانب خاص في حياتي لا ينبغي أن يذكر، كنت أرى أن تمييزي على أني دافور يتعارض مع كوني "كووول"، ولكن هذا ما غير من الحال شيء.
وأظنها كانت في بداية مرحلتي الثانوية عندما قررت أن ألبس إجتهادي وحرصي كدرع حتى لا يتمكنوا من إستعمالهما ضدي ومعايرتي بهما. ساهم في هذا القرار معلمون مخلصون في عملهم، معلمون لا يرون أن عملهم هو أن يستيغظوا كل صباح ليشرحوا جزءاً من المنهج ثم يعودوا لمنازلهم، كانوا يرون أن عملهم هو أن ينشئوا جيلاً قادراً على مواجهة تحديات الحياة وصعوباتها بسلاح العلم والعمل. فكنت أتفاخر بأني دافور، أصبحت أحب أن يميزني الناس بذلك. أحياناً كنت أعتذر عن الخروج مع أصحابي بحجة المذاكرة لأني أريد أن يميزوني كدافور حتى وإن لم يكن هناك شيء يحتاج للمذاكرة والمراجعة. أذاكر وأنتبه لشرح المعلم أكثر مما كنت في السابق لأني كنت فخور بذلك وليس من أجل المذاكرة والإنتباه بذاتهما. نعم كان ذلك خطأ...
ويبدو أنني لم أنجح فقط من خداع من حولي فقط... أظن أني خدعت ذهني أيضاً! بدأ الأمر كتمثيل متقن ولكنه سرعان ما صار حقيقة. أصبحت أحب ما أفعل! أصبحت أرى اللذة في فتح الكتاب وتلقي محتواه من العلم بكل صدر رحب. لا أخفيكم.. كثيرة هي الأيام التي كنت أهرب من ضيق وغبنة إلى المذاكرة. وحبي لما أفعل جعل تلقي المعلومة أسهل بكثير وأفضل أيضاً، فبدلاً من الإتباع الأعمى لحل مسائل الرياضيات صرت أرى العلة والمنطق في كل خطوة. منذ ذلك الوقت.. أدركت أن ساعات المذاكرة أصبح لها معنى في حياتي بعدما كانت روتيناً. إستيقاظي صباحاً صار أسهل لأن شعاري وقتها تبدل وصار : أنا أدرس إذاً أنا موجود. ويبدو أيضاً أن تجربة غربتي كانت أسهل علي من غيري لأن كان لدراستي فيها معنى قوي. لا أخفيكم أن ضعفي في الغربة وحنيني للوطن كان محصوراً فقط على أيام العطلات الأسبوعية وباقي الإجازات.

قبل بداية العمل، حدثوني كثيراً عن ما أنا مقبل عليه، حدثوني عن تلك الساعات الطوال، عن الروتين القاتل، عن الملل، عن التعب والإجهاد، عن الإجازات، عن ترقبي لعطلة الأسبوع فور انقضائها... وغيرها من الأمور التي لم أكن أتطلع إلى سماعها. "ما يجري عليكم ليس بالضرورة أن يجري علي أنا أيضاً، فنحن مختلفون في تفكيرنا". أنا ما أريده هو معنى موازي ومشابه للمعنى الذي عهدته أيام الدراسة. أريد سبباً لأعيش لحظات العمل وأتعلم منها! أخبروني بالراتب... "أنت تداوم لتحصل على راتب، ألا يكفي هذا؟!!"
بالطبع لا يكفي، أنا ما أراه يكفيكم، لو كان يكفيكم فعلاً فلم التحلطم؟ لو كان يكفيكم فلم لا ترون السعادة في العمل ؟ لماذا يشق عليكم الإستيقاظ الباكر كل صباحاً ؟؟ لأن ساعات عملكم بذاتها ليس لها معنى!! ولا حياة بلا معنى....

يتبع...



Thursday, October 1, 2015

إحسبها صح قبل أن تحب!

كان مقبلاً على الموت مستبسلاً شجاعاً، كان راضياً بحكم الملك عليه بالإعدام. بل رأى الإعدام وساماً يُفتخر به وذكرى تخلد في صفحات التاريخ. أموت وأنا أرفض الظلم وأقول الصدق خير لي من حياة الجبناء. 
ما استفادوا من نُصحه بأن يتوقف عن عناده ويبايع الملك ليعيش، ضحك في وجوههم قائلاً: هل تحسبون أني سأستغني عن كرامتي مقابل بضع سنين...وكيف ستكون هذه السنين؟ 
ظل معانداً ولكن سرعان ما لان عندما ذكروه بأهله; ببناته وأولاده وزوجته، كيف ستكون حال أسرة الخارج عن ولي أمره الخائن لدولته. "إن الملك وعد بأن يغفر لك إذا اعترفت بذنبك وطلبت عفوه". هم صاحبنا أن يضع مبادئه جانباً وأن يطلب صفح الملك ومما لا ريب فيه أن فعلته هذه ليست من أجل نفسه بل من أجلهم، من أجل من يحبهم! 
وحين حان وقت المحاكمة، إعترف بذنبه طالباً صفح الملك... ولكن أي وفاء بالعهد تنتظر من ملك لا يخاف ربه. مات صاحبنا كخائن أمام الناس، فما بقيت له كرامة عندهم ولا هو بقى من أجل من يحبهم. 

إن سألتموني... سأخبركم أنها ضريبة الحب، كم آلمه عندما ذكروه بأهله! كم تمنى أن لا عيال له ولا زوجة! هم من كانو سبب ضعفه ومن هدوا جبال صموده وعزيمته.

الحب كما حاولوا أن يوصلوا لنا... هو سر السعادة، حثونا على الحب بدون قيود أو شروط... "أحبب فيغدو الكوخ قصراً نيرا". أحبب... ذكروها لنا مطلقة، وكأن كل حب يملك شيئاً من السحر الذي بإمكانه قلب حياتك وتحويل كوخك الصغير إلى قصر منير. 

 

أتساءل عن حديثهم بكل هذه الثقة والتفاؤل، هل هذا فعلاً ما وجدوه في الحب ؟! أم أن لذته المؤقتة وحماسهم إليه قد أعماهم عن رؤية الحقيقة أو الصورة كاملةً.

أنا هنا أنوه أن حديثي لا ينحصر على الإنجذاب بين الرجال والنساء... بل يشمل حُب كل ما يُحَب من عاقل أو غير عاقل.

أن تحب يعني أن تفتح على نفسك جبهات بعدد من تحب; جبهات قد يغزوك منها الألم والحزن دون أي إنذار. قد تظنون إني أنا ابن الثلاثة والعشرين ربيعاً كغيري ممن هم في عمري أو في سن المراهق نال منه فراغه العاطفي فأخذ يتخبط في متاهات الحب ويرثي حاله لهجران حبيبه له. لا! ما أعنيه يشمل هذا ولكن لا ينحصر عليه... وإن وقفنا لحظة لتأمل هذا النوع لوجدنا أنه كالوباء الذي انتشر بين شبابنا وخلف فيهم الكآبة والجراح. "آه... هذا الحب مؤلم، ينبغي لي أن أعثر على غيره لأنساه".. لسان حال الكثيرين منهم. وبالفعل! إلى تخبطٍ آخر ينسيهم مأساستهم الأولى ليس لأنه الهدف المنشود،، بل لأنه يحل مكانها.
"عندما لا تستطيع أن تنسى مشكلة افعل مشكلة لاغيرها" وهكذا دواليك حتى يشيب رأسك وتزهق روحك وتصبح " زومبي"

 
 
أنا يا عالم الدين اشتد عودي مصغياً لخطبك معتبراً لما لديك من مواعظٍ وعبر ومعجباً بحسن إلقائك. ولأن قلبي حينها لم يعرف لغة سواها، ولأن قلبي حينها كان بسيطاً ... أراد هو الآخر حصته! ما استطاع أن يصمد دون حراك وهو يرى أن عيني برؤياك قرت ومسامعي لحديثك طابت. "خذ... هذه لك أيها العالم، إنها أكبر حجراتي ... دون مقابل، يكفي أنك أنت ووجودك فيها حياة فوق حياة". هل حسبتها صح أيها القلب قبل أن تهبه نفسك؟.... قلبي ما يحسب، ولا أخاله المحب الوحيد لهذا العالم ففي هذا الجمع الغفير الكثير ممن هم يحبونه، ولعل أحدهم حسبها صح...
 
وبسناريوهات شبيهة لهذا وبكل بساطة وعفوية أحببنا بلا ضوابط... أحببنا الصديق، القريب، المعلم، الزميل، الدكتور... أحببنا -وما زلنا نحب- بشكل كبير... والأمر مع مرور الوقت يصير أسهل، أحياناً صرنا نحتاج وقت أقل وأحياناً أخرى يسبق القلب باقي الحواس في حبه، بمعنى أن حديث الناس يكفينا لنحب شخص ما... دون أن نراه أو نسمع حديثه.
 
ولا أخفيكم، كم كان جميلاً... فعلاً كان هو الحب السحري الذي تحدث عنه الشاعر، هو الحب الذي يحيي القلوب، أنا أحب إذاً أنا سعيد، أنا أحب إذاً أنا أعيش، أنا أحب إذا أنا محصن من الإكتئاب من الوحدة من البؤس وباقي السموم النفسية.
 
وكنت أيضاً كأي ولد في عمري،، مهووساً عاشقاً لتلك الفكرة.. فكرة أن أكبر،، فكرة أن أتقدم في العمر،، فكرة أن أتحمل المسؤولية، فكرة أن أعطي. "إن الحياة حبتك كل كنوزها *** لا تبخلن على الحياة ببعض ما"
 
وعند وصولي لتلك المرحلة التي أحببتها صغيراً ... كانت أول خيانة! نعم... مرحلة تحمل المسؤولية  ما كانت مثل ما توقعت أنا ولا مثل ما توقع أي طفل في عمري، كانت أكبر صدمة لنا جميعاً، أليس كذلك ؟؟ ألم تكن الحياة أجمل عندما كنا صغاراً؟
نعم هي ما بادلتني الحب والشوق... لكن لا يهم، أنا لا أشترط أن يحبني من أحبه فأنا يحييني قلبي وليست قلوب الناس، لطالما كنت أقول مازحاً "حبي أنا يكفينا نحن الإثنان". لا يهم، أنا سأمتص الصدمة.. قد يستغرق الأمر شهوراً بل سنوات، ولكني سأجتازها في نهاية الأمر.
 
إذاً أين كانت الخيانة !! كانت عندما استُعمِلَت دروعي ضدي، عندما تحولت حيطاني العالية وخنادقي الغزيرة إلى جبهات مفتوحة علي... أقصد عندما انقلب حبي علي بعدد قريب لعدد من أحببت.
 
أن تكبر يعني أن تستقل فكرياً، يعني أن لا تصدق كل ما يقال، يعني أن تكتشف أن الحياة صعبة، يعني أن تحاتي وتخطط للمستقبل، ويعني أيضاً أن تكون حذراً.
 
تذكرون عالم الدين... "كبرت وصرت أراه يتخبط! يكفي تخبطاً ؟! ماذا دهاك؟! توقف من أجلي أنا وليس من أجلك؟!".
وما دخلي أنا؟ أنا دخلي إني صرت أكترث ولا أعرف كيف أتوقف عن الإكتراث! "أنا أحاول أن أختلق الأعذار لتخبطك ولكني بدأت أعجز" إنقلب الحب وصار يؤلم.
 
لماذا تكترث لغيرك؟ لماذا تؤلمك أفعال غيرك؟ .... لا تستعجب! الإجابة لدى كل شخص يحب... الأم تحاتي أبناءها، والأب كذلك، والمعلم المخلص يحاتي طلابه. إن سألتهم عن السبب... إجابتهم هي/ لأننا نحبهم. أنا المغلوب على أمره مثلهم ولكن إتسعت قائمتي للكثيرين وها أنا أدفع الضريبة.
 
صغيراً... كنت أرى المستقبل مشرقاً للجميع، أما كبيراً فهو ليس كذلك على الإطلاق. أتألم... لكل صديق لم ينجح، لكل صديق لم يذاكر، لكل صديق يتخبط، لكل صديق يبحث عن وظيفة، لكل صديق أبعدته الحياة، لكل صديق غيرته الحياة، لألم كل منهم. لا أخفيكم، أتساءل أحياناً هل سأكون أسعد لو لم أكن أعرفهم! ولكن، ما حال هؤلاء الذين يتغنون بالحب ويحثون إليه ؟؟ هل كان حديثهم هذا وهم صغار لا يعرفون الدنيا! أم أن لهم مآسي تغنيهم عن مآسي من يحبون! أم إنهم جداً حذرون في إختيار المثاليين فقط ليحبوهم!

يبدو أن أفضل خيار لي هو التفاؤل... فالحياة مؤقتة قصيرة
 
ويقول المسكين الشاعر اللي أحسه عارف هالقصة من زمان:
 
يا سالب القلب منـي عندما رمقـا***لم يبق حبـك لي صبـرا ولا رمقـا
لا تسأل اليوم عما كابدت كبـدي*** ليت الفراق وليت الحب ما خلقا
ما باختياري ذقت الحب ثانية*** ولكن شاءت الأقدار فاتفقا
وكنت في كلف الداعي إلى تلفي *** مثل الفراش أحب النار فاحترقا
يا من تجلى إلى سري فصيرني دكا***وهز فؤادي عندما صعقا
انظر إلى النفس فإن النفس قد تلفت ***رفقاً على الروح إن الروح قد زهقا