Friday, March 2, 2018

فلسفة العيش والأهداف

ما يجب علينا أن نفعله، ما يفعله الآخرون، وما نريد أن نفعله !!


منذ صغرنا وحياتنا مخطط لها من قبل أهالينا، نسير على وتيرة أو خط سير مروا به هم أو تمنوه لأنفسهم. فنظن أن هذه الرحلة المخطط لنا دون شورنا هو ما يجب علينا فعله، نؤمن بحبهم لنا ولا نشك فيه أبداً ونقدر عطاياهم وتضحياتهم وسعيهم في إسعادنا فيصبح رضاؤهم وفخرهم فينا هو مبتغانا -أي ما نريد أن نفعله- وهذا الأمر متكرر على نطاق واسع ليشمل أغلب الأسر فلا نشك في صحته أو نتردد في سلكه فهو ما يفعله الآخرون ممن هم في عمرنا، بل ونتنافس فيه معهم. 

أنا أظن أن توافق هذه الأمور الثلاثة مع خط سيرنا في صغرنا يعطي لبداية حياتنا لذتها والتي حتماً نشتاق لها في مرحلة الكبر. فهذه الأمور الثلاثة تختلف تماماً عند البالغين، فالآن -كشخص بالغ- ما عادت القرارات بيد غيرك.

ما أن تنهي المشوار الجميل وتصل لخط النهاية بعد رحلة مرسومة واضحة، حتى تعيش مرحلة لم تعدهها من قبل. الخطة التي وضعت لك لم تعد تعمل، فقد انتهت مع حصولك على الوظيفة. للأسف... الأهداف هذه تنتهي بشكل تام في نقطة زمنية معينة، تنتهي مع الحصول على مسمى مثلاً بدلاً من كونها رحلة وغاية تعيش من أجلها ، فتكون كالنحو التالي -كمثال- : 

"أريد أن أكون طبيباً" 

بدلاً من

"أريد أن أساعد الناس وأزرع الأمل،،، لذلك سأكون طبيب" 

الإجابة الأولى والتي تسمعها في أغلب الأحيان لا تحوي في طياتها أية رسالة أو حتى معنى للحياة، فقد يكون ما يريده هو وجاهة أو سمعة أو حتى دخلاً قوياً فيتوجب عليه أن يكون طبيباً... هل تظنون أنه سيكون طبيباً مبدعاً ؟ 

عموماً... ماذا بعد... وقد وصلت للهدف، وقد حصلت على ما أريد، وما أفعله لا يختلف عن ما يفعله الآخرون من عمل وجلسات شبابية وترقب الإجازة لأحيا مؤقتاً... ماذا بعد وقد انتهت رحلة الكفاح ؟

لا أعرف شعورك تجاه حياة الرتابة أو حياة النمطية،،، حياة الراحة والإسترخاء... أنا بدت لي مملة، بدون بعض المحن والانتصارات - الـ (ups & downs) - تصبح ميتة 

Image result for heart stopped

وقتها أصبحت أحن للماضي بحلوه ومره ! أشتاق إلى ليلاي العذاب في مكتبة الجامعة حيث أعود متأخراً لأنام بضع ساعات فقط. وإنتهى الهدف... وتملكت الهدف ولكن أين هو الآن ليواسيني ؟ ملكيتي له أدرجت تحت ما يجب علي فعله وليس تحت ما أريد أن أفعله. وهو ليس بالأمر السيء فعلاً ! فكل منا لديه ما يجب عليه فعله - بناء على مسؤولياتنا وواجباتنا-.

أما ما يفعله الآخرون/ فكبالغين ، علينا أن نقيم مستوى نجاح الآخرين وما إذا كان خط سيرهم وهو نفسه ما نصبو إليه... ليس مهماً أن يكون هناك آخرون في حياتك. 

ما أريد أن أفعله هو "المساهم الأكبر" في من أنا  وما هي هويتي وفي معنى حياتي... هل أريد سلسلة أهداف تنتهي قيمتها بمجرد تملكها ؟ أو مسميات فقط ؟ يبدو أن علينا التفكير فيما بعد الهدف قبل المضي نحوه.

لحظة!

لماذا لا يكون الهدف أزلياً ! كأن يكون رسالة " أريد أن أساعد الناس، لذلك أنا طبيب " أو " أريد أن أكون داعماً لعجلة الإقتصاد، لذلك أنا مهندس"... أو أن يكون الهدف مغامرات لا تنتهي أو روح إستكشاف لا تثبط ! 

الحصيلة الثانوية لهكذا أهداف أزلية أنه لن يعود لضغوطات الحياة أثر عليك سوا تشجيعك ودعمك ومدك بالطاقة لأن ليس هناك نقطة نهاية، ومهما يحدث لك فأنت في الطريق الصحيح.